رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

دير سانت كاترين .. شاهد تاريخي خالد في قلب جبال سيناء

دير سانت كاترين
دير سانت كاترين

في أعماق جبال جنوب سيناء، وبين أوديةٍ تعانق السحاب، يبرز دير سانت كاترين كأحد أهم المعالم الدينية والتاريخية في العالم، وواحد من أقدم الأديرة العاملة حتى يومنا هذا. يقف الدير شامخًا في منطقة سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، كرمزٍ للتسامح الديني وتلاقح الحضارات، ووجهة روحانية يقصدها الزوار من مختلف الأديان والثقافات.

تاريخ يمتد لقرون

يُعرف الدير باسم دير القديسة كاترين، بينما اسمه الرسمي هو دير الله المقدس لجبل سيناء. وقد شُيّد هذا الصرح الديني الفريد بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول بين عامي 548 و565 ميلاديًا، ليكون مأوى للرهبان الذين عاشوا في صحراء سيناء منذ القرن الرابع الميلادي.
 

ويرتبط اسم الدير بالقديسة كاترين التي استشهدت في أوائل القرن الرابع الميلادي، إذ يُقال إن رهبان الدير اكتشفوا جسدها بالقرب من الجبل الذي يحمل اسمها في القرن التاسع الميلادي، فصار الدير مقصدًا دينيًا هامًا تخليدًا لذكراها.

هندسة معمارية وروحانية خالدة

يُعد دير سانت كاترين تحفة معمارية فريدة تجمع بين الطراز البيزنطي والروحانية الشرقية، إذ يضم كنيسة تجلي السيد المسيح المخلّص، وهي الكنيسة الرئيسية داخل الدير، وتحتوي وحدها على تسع كنائس أصغر.
كما يشتمل الدير على عشر كنائس أخرى، وقاعات لإقامة الرهبان، وقاعة طعام جماعية، ومكبس زيتون تقليدي، إضافة إلى صناديق تحفظ عظام الرهبان الذين عاشوا هناك على مر العصور.

مكتبة نادرة وكنز تراثي لا يقدّر بثمن

من أبرز ما يميز دير سانت كاترين مكتبته العريقة التي تُعد من أقدم المكتبات في العالم، إذ تضم نحو ستة آلاف مخطوطة نادرة، وكنوزًا من الكتب القديمة المكتوبة باللغات اليونانية والعربية والسريانية والإثيوبية. وتشكل هذه المجموعة الهائلة سجلًا حضاريًا يوثق قرونًا من الفكر الإنساني والديني 

تراث عالمي يجمع الأديان

اليوم، يُعد دير سانت كاترين أحد أهم مواقع التراث العالمي المسجلة في اليونسكو، لما يمثله من قيمة روحية وتاريخية عظيمة. فهو ليس مجرد دير، بل شاهد حيّ على تلاقي الأديان والثقافات، ومركز جذبٍ للباحثين عن السكينة والجمال في أحضان جبال سيناء المقدسة

تم نسخ الرابط