البلو لاجون في دهب.. وجهة العزلة والجمال لمحبي الطبيعة والمغامرة
وسط الطبيعة البكر وعلى ضفاف البحر الأحمر، تقع البلو لاجون شمال مدينة دهب، في موقع لا تصل إليه السيارات، ولا يعرف الزحام طريقاً إليه.
مدينة العزلة بشمال مدينة دهب
هذه البقعة الفريدة باتت خلال السنوات الأخيرة واحدة من أبرز الوجهات السياحية البديلة في مصر، تستقطب الزوار من داخل البلاد وخارجها، وتقدم لهم تجربة استثنائية تتراوح بين المغامرة والاسترخاء.

عزلة مقصودة في قلب الجمال
لا توجد طرق ممهدة أو مواصلات مباشرة تؤدي إلى البلو لاجون، ما يجعل الوصول إليها مغامرة في حد ذاتها. يتنقّل الزوار إليها إما على الجِمال، أو عبر عربات الدفع الرباعي، أو من خلال القوارب انطلاقاً من منطقة "البلو هول".
غياب الخدمات الحضرية شكّل ميزة لهذا المكان، إذ حافظ على طابعه الطبيعي، بعيداً عن الامتداد العمراني والضجيج، ليمنح الزائر تجربة انعزال حقيقي عن العالم.

وجهة مفضلة لعشاق الكايت سيرفنج
البلو لاجون تُعد من أهم مواقع الكايت سيرفنج في مصر والشرق الأوسط، حيث توفر ظروفاً جوية مثالية لمحترفي هذه الرياضة بفضل الرياح المستقرة والمياه الضحلة.
وتستضيف المنطقة على مدار العام دورات تدريبية ومخيمات تعليمية دولية، يشرف عليها مدربون محترفون، ما ساهم في تعزيز مكانتها بين محبي الرياضات البحرية.
إقامة بدوية وخدمات بسيطة
يخلو الموقع من الفنادق أو المنتجعات السياحية، ويقتصر على عدد محدود من "الكامبات" البدوية التي تقدم تجربة إقامة بدائية تشمل أكواخاً خشبية ومرافق بسيطة.
لا تتوفر الكهرباء بشكل دائم، ولا توجد شبكات هاتف أو إنترنت، ما يمنح الزائر فرصة نادرة للتواصل مع الطبيعة والانفصال عن التكنولوجيا.
وتعتمد هذه الكامبات على الطاقة الشمسية والإضاءة اليدوية، وتوفر وجبات تقليدية تُحضّر بطرق بدوية، باستخدام الفحم أو الحطب.
وجهة ملهمة للمصورين والباحثين عن التأمل
الهدوء التام، والألوان المتدرجة لمياه البحر، وغروب الشمس خلف الكثبان الرملية، جعلت من البلو لاجون موقعاً مفضلاً لعشاق التصوير وصُنّاع المحتوى.
كما تحولت إلى محطة رئيسية لرحلات اليوغا، وجلسات التأمل، والرحلات العلاجية بالطبيعة التي أصبحت تلقى رواجاً واسعاً في السنوات الأخيرة.
سياحة مسؤولة.. والحفاظ على البيئة أولوية
رغم الإقبال المتزايد، لا تزال البلو لاجون محافظة على نقائها البيئي، بفضل جهود الزوار والمشغّلين المحليين الذين يلتزمون بممارسات السياحة المستدامة.
تُمنع المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ويُطلب من الضيوف عدم ترك أي أثر خلفهم. ويشكل هذا السلوك قاعدة رئيسية للتعامل مع المكان.
البُلو لاجون ليست مجرد مكان، بل تجربة حياتية يعيد فيها الزائر اكتشاف ذاته وسط سكون الطبيعة.
وفي زمن تتسارع فيه الحياة وتزداد فيه الضغوط، تمنح هذه الوجهة فرصة نادرة لإعادة التوازن الداخلي، حيث لا شيء سوى البحر، والرمل، والسماء الواسعة.





