رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

بعد استردادها من أمريكا.. كيف خرجت القطع الأثرية المصرية إلى الخارج؟

القطعة الأثرية
القطعة الأثرية

في الوقت الذي تحتفل فيه مصر بإنجاز جديد في ملف استرداد آثارها، يثور التساؤل حول الكيفية التي خرجت بها تلك القطع الأثرية النادرة من البلاد في المقام الأول، قبل أن تعود اليوم لتستعيد مكانها الطبيعي على أرضها وبين تراثها.

 

رحلة الهروب من المنافذ غير الشرعية

تشير التحقيقات التي أجرتها الجهات المعنية، بالتنسيق مع مكتب النائب العام وإدارة التعاون الدولي، إلى أن معظم القطع التي تم استردادها كانت قد تسللت إلى الخارج خلال فترات سابقة عبر عمليات تهريب معقدة، استخدم فيها المهرّبون أساليب تمويه متقنة، منها تفكيك القطع الأثرية إلى أجزاء صغيرة، أو تمريرها ضمن شحنات بضائع تجارية أو حقائب شخصية دون الإفصاح عن طبيعتها الأثرية.

كما استغل البعض ضعف الرقابة في فترات سابقة على بعض المنافذ والمخازن الأثرية، أو استغلوا ثغرات في قوانين الاستيراد والتصدير قبل تشديدها، مما مكّنهم من تهريب قطع تحمل قيمة حضارية استثنائية.

 

من أسواق المزادات إلى المتاحف الخاصة

بمجرد وصول هذه القطع إلى الخارج، بدأت رحلة جديدة في سوق الفن العالمي، حيث ظهرت بعض منها في مزادات فنية دولية، وأخرى تم عرضها في مجموعات خاصة أو ضمن مقتنيات متاحف عالمية، مثل متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك.

وبعد رصد وجود هذه القطع، تحركت مصر عبر قنواتها الرسمية والقانونية، وقدمت الأدلة التي تثبت ملكيتها الأصلية، بناءً على الوثائق والسجلات الأثرية لدى المجلس الأعلى للآثار.

 

تحرك قانوني ودبلوماسي منسق

عملية استرداد القطع لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج عمل متكامل بين الجهات المصرية المختصة، والسلطات الأمريكية، خاصة مكتب المدعي العام لولاية نيويورك، الذي لعب دورًا محوريًا في التحقيقات ومصادرة القطع محل النزاع.

وجاء هذا التعاون في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين مصر والولايات المتحدة عام 2016، والتي تضع إطارًا قانونيًا للتعاون في مكافحة تهريب الممتلكات الثقافية واستردادها.

 

عودة إلى الوطن.. وقصة وعي حضاري

عودة 36 قطعة أثرية إلى مصر ليست مجرد استرداد لممتلكات مادية، بل استعادة لجزء من الذاكرة الوطنية.

فكل قطعة تروي فصلًا من تاريخ المصريين القدماء، وتشهد على حضارة أضاءت العالم، ومع كل عملية استرداد جديدة، تؤكد الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي التزامها الراسخ بحماية تراثها وصون هويتها، وإغلاق الباب أمام أي محاولات لسرقة الماضي أو العبث به.

تم نسخ الرابط