رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

خنجر من حديد لتوت عنخ آمون.. سر نادر في المتحف المصري الكبير

خنجر توت عنخ آمون
خنجر توت عنخ آمون

يظل الملك توت عنخ آمون أحد أكثر ملوك مصر القديمة إثارة للدهشة، ليس فقط بفضل كنوزه المذهلة، بل أيضًا لما تحمله مقتنياته من أسرار علمية وتاريخية فريدة، ومن أبرز تلك الكنوز الخنجر الحديدي الذي عُثر عليه داخل لفائف مومياء الملك الشاب، والذي أثار جدلاً واسعًا بين علماء الآثار حول مصدر مادته وأسلوب صناعته.

خنجر من حديد لتوت عنخ آمون

والخنجر يتميز بتصميم بالغ الدقة، إذ صُنع نصلُه من حديد نادر مائل إلى اللمعان، بينما صُنع غمده من الذهب الخالص المزخرف بنقوش دقيقة تعكس مستوى الحرفية في ورش الصياغة الملكية خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وقد اكتُشف إلى جانب خنجر آخر من الذهب ضمن محتويات المقبرة عام 1922، ما يشير إلى المكانة الخاصة التي كان يحتلها السلاح في حياة الملك.

ويرى الباحثون أن الحديد المستخدم في صناعة الخنجر مصدره نيزكي سقط على الأرض قبل آلاف السنين، وهو ما يفسر ندرته في تلك الحقبة، إذ لم يكن المصريون قد أتقنوا بعد تقنيات صهر الحديد. وقد أثبتت تحاليل أجريت في السنوات الأخيرة احتواء النصل على نسب عالية من النيكل والكوبالت، وهي عناصر ترتبط عادةً بالحديد القادم من الفضاء.

وتُشير الدلائل إلى أن توت عنخ آمون، رغم وفاته في عمر لا يتجاوز التاسعة عشرة، ربما كان قد تعلم فن الصيد والقتال في سن مبكرة، وهو ما يفسر وجود عدد كبير من الأقواس والسهام والسيوف والخناجر في مقبرته. هذه القطع تعكس الجانب الإنساني في شخصية الملك الشاب الذي ورث العرش صغيرًا، لكنه حاول إثبات قوته وشجاعته عبر رموزه الملكية.

خنجر توت عنخ آمون الحديدي

ويعد خنجر توت عنخ آمون الحديدي من أندر القطع الأثرية في العالم، إذ يجمع بين البعد الفني والعلمي والكوني في آنٍ واحد، ليبقى شاهدًا على عبقرية المصري القديم، وعلى الصلة الغامضة بين السماء ومصر الفرعونية عبر نصلٍ جاء من النيازك ليحرس جسد الملك الذهبي إلى الأبد، ويعرض في قاعة الملك توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير.

تم نسخ الرابط