رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

من عمق 80 مترا.. إنفاذ سائحة إسبانية تعرض لكسر داخل هرم سنفرو المائل

انقاذ السائحة الإسبانية
انقاذ السائحة الإسبانية بمنطقة دهشور

في قلب أرض الحضارة المصرية.. ما زالت الأهرامات تحير العلماء والمهندسين بأسرارها الهندسية العظيمة، عندما خاض رجال الإسعاف في الجيزة تحديًا جديدًا فرضته عبقرية قدماء المصريين الذين تفننوا منذ آلاف السنين في بناء تلك المعجزات التي تحمل أبعادًا ومقاييس رياضية لا تزال لغزًا غامضًا حتى يومنا هذا.

إصابة سائحة إسبانية فوق هرم سنفرو

بدأت القصة باستغاثة إسعافية عاجلة تلقتها غرفة العمليات عبر الخط الساخن 123، تفيد بوجود حالة مصابة في محيط هرم سنفرو المنحني بمنطقة دهشور، وعلى الفور، تم إرسال مركبة إسعاف بكود 2399 إلى موقع البلاغ. 

وكان المسعف أحمد علي حمودة وفني القيادة علي حسن عبد المجيد، اللذان اعتادا على مواجهة مئات القصص الإنسانية الملهمة، على أتم الاستعداد، لكنهما لم يتوقعا أن يواجههما تحدٍ جديد وفريد من نوعه، تحدٍ نابع من روعة ودقة فنون العمارة الفرعونية التي وضعت قواعدها حضارة عريقة لن يُنسى أثرها.

فور وصول رجال الإسعاف لموقع الاستغاثة أسفل الهرم فوجئوا بصيحات استغاثة من مدخل الهرم، والذي يرتفع بضع أمتار عن سطح الأرض ويقود له ممر حجري ضيق، وصعد المسعفان وهما يحملان معهما حقائبهما الإسعافية وتجهيزاتهما وكلهم يقين أن الحالة تنتظر عند مدخل الهرم، ليُصدموا فور وصولهم أن الحالة مصابة داخل الهرم وهناك استحالة في الصعود بها إلى مدخل الهرم.

ويعد مدخل هرم سنفرو المائل أحد أكبر أهرامات مصر القديمة، وله مدخلان، المدخل الخاص بالزائرين عبارة عن منحدر خشبي يقودك لعمق الهرم بزاوية ميل تقارب 26 درجة وبطول يناهز 80 مترًا وبارتفاع متر تقريبًا وعرض يماثل الارتفاع، يلي ذلك مدرج خشبي مرتفع، حيث كانت تستلقي سائحة إسبانية مصابة باشتباه كسر في القدم جراء سقوطها على ذلك المنحدر الخشبي.

تفاصيل نقل السائحة المصابة من داخل الهرم 

وعلي الفور بدأ رجال الإسعاف رحلة النزول 80 مترًا بين جدران حجرية وإضاءة خافتة، وكلما ازداد توغلهم في الهرم ازداد شعورهم بنقص الأكسجين، وما إن وطأت أقدامهم أرضية منبسطة حتى وجدوا أمامهم منحدرًا خشبيًا صاعدًا تتوسطه سائحة إسبانية أُصيبت بكسر في القدم أثناء تفقدها للهرم، وبجوارها زوجها الذي تهللت أساريره فور رؤية رجال الإسعاف بمعداتهم وحقائبهم.

 

 

وهنا جاء الجزء الأصعب في تلك الملحمة الإسعافية، وهي رحلة الصعود، باشر رجال الإسعاف عملهم بشكل عاجل واستعانوا بالبوردة الصلبة وبالحزام العنكبوتي وعملوا على تأمين السيدة وبدأوا في رحلة الصعود بمساعدة حراس الهرم، وبلا مبالغة كانت رحلة مستحيلة لولا إصرار الجميع على إنقاذ تلك الضيفة التي مثلت زيارتها لمصر اختبارا عمليا لسمات ومعدن أبناء مصر، رحلة الصعود وصلت لدرجة الزحف في بعض مراحلها لمنع انزلاق السيدة أو المخاطرة بسقوطها، عبر ذلك المنحدر الضيق، رحلة عنوانها لا مجال لالتقاط الأنفاس، رحلة صعود نحو بصيص الضوء الذي يقترب مع كل خطوة يخطوها رجال الإسعاف نحو باب الهرم، رحلة تم تتويجها على عتبات الهرم بنصر إنساني سجله أحفاد الفراعنة من رجال الإسعاف المصري.

تم نسخ الرابط