رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

اكتشف كنوز المتحف المصري بالتحرير بعد انتقال توت عنخ آمون

المتحف المصري بالتحرير
المتحف المصري بالتحرير

بعد مرور 123 عامًا على افتتاحه، يظل المتحف المصري بالتحرير في قلب القاهرة منارة للحضارة والتاريخ، حيث يحتضن مجموعة فريدة من القطع الأثرية التي تحكي قصصًا من عمق التاريخ المصري، ومع انتقال معظم مقتنيات توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير، أصبح المتحف فرصة لإعادة اكتشاف روائع أقل شهرة لكنها لا تقل قيمة.

أمنحتب الثالث ملك يتحدى الزمن

من أبرز القطع اليوم رأس تمثال الملك أمنحتب الثالث المصنوع من الستاتيت المزجج. يُظهر التمثال ملامح الملك الشاب، بعينين لوزيتين ووجه هادئ يعكس فن العمارنة وعبقرية النحاتين في الأسرة الثامنة عشرة. هذه القطعة تُعيد إلى الأذهان تأثير الملك وارتباطه بفنه وعصره الذهبي.

التمثال العملاق لأمنحتب الثالث والملكة تي

في صالة المتحف، يقف تمثال ضخم لأمنحتب الثالث مع زوجته الملكة تي، من الحجر الجيري، بارتفاع يقارب 7 أمتار. التمثال يعكس القوة الملكية وعلاقة الملك بزوجته، ويجسد الرغبة في تصوير الأسرة بشكل فخم ومهيب.

طقوس وكتابات ملكية

تُظهر لوحة أمنحتب الثالث المنقوشة على الجرانيت مشهدًا للملك وهو يقدم القرابين للإله آمون رع، مع نصوص توثق بناء المعابد ومشاريع الملك. اللوحة أعيد استخدامها لاحقًا في عهد الملك مرنبتاح، مما يدل على أهميتها الرمزية والسياسية عبر العصور.

 البداية الأسطورية لمصر الموحدة

من أقدم وأهم القطع لوحة نارمر التي تصور توحيد مصر العليا والسفلى على يد الملك نارمر، وتحمل أول نصوص هيروغليفية تقريبًا. اللوحة رمز لتأسيس الدولة الفرعونية وبدء الحضارة المصرية القديمة.

عظمة الأسرة المالكة

يضم المتحف أيضًا تمثال نِفِرفري الصغير من الحجر الجيري، وتمثال تحتمس الثالث المحارب من حجر الشيست، مع نقش “الأقواس التسعة” الذي يوثق انتصاراته العسكرية، ليمنح الزائر لمحة عن القوة الملكية والفن النحتي الراقي في مصر القديمة.

تمثال نِفِرفري
تمثال نِفِرفري

تجربة جديدة بعد انتقال كنوز توت عنخ آمون

اليوم، يمكن للزوار الاستمتاع برؤية قطع أثرية متميزة كانت أحيانًا في الظل، والاستمتاع برحلة عبر التاريخ: من عصر ما قبل الأسرات (لوحة نارمر) إلى الأسرة الحديثة (أمنحتب الثالث وتحتمس الثالث) مرورًا بـ الأسرة القديمة (نِفِرفري). كل قطعة تحكي قصة ملكية، طقسًا دينيًا، فنًا معماريًا، أو حدثًا تاريخيًا.

زيارة المتحف المصري بالتحرير ليست مجرد مشاهدة آثار، بل تجربة غنية تمزج بين التاريخ، الفن، والسياسة، لتعيد للزائر روح الحضارة المصرية، بعيدًا عن الشهرة الكبيرة لملك واحد، ولتكشف عن عمق التاريخ الذي ما زال ينبض في كل ركن من أركان المتحف.

تم نسخ الرابط