رمز الخلود يتألق في المتحف المصري.. قناع كارتوناج من عصر الانتقال الثاني
يعرض المتحف المصري بالقاهرة إحدى القطع الأثرية المميزة التي تجسد عمق المعتقدات الدينية في مصر القديمة، وهي قناع كارتوناج جنائزي يعود إلى عصر الانتقال الثاني، تم اكتشافه في منطقة العساسيف بالأقصر، إحدى أهم جبانات طيبة القديمة.
رمز الخلود يتألق في المتحف المصري.. قناع كارتوناج من عصر الانتقال الثاني
يُعد هذا القناع نموذجًا فنيًا راقيًا من التراث الجنائزي المصري، إذ صُنع من مادة الكارتوناج، ويتميز بوجه صغير من الجص المذهب أبدع الفنانون القدماء في نحته وتزيينه. كما سُجلت عليه أسماء زوجتي الرجل المتوفى، في تفصيلة نادرة تكشف عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية التي ارتبطت بالمعتقدات الدينية آنذاك.
وتعكس هذه الأقنعة العقيدة المصرية القديمة في البعث والخلود، إذ كانت تُستخدم كوسيلة لتسهيل تعرف الروح (البا) على الجسد لتعود إليه بعد الموت، بما يضمن استمرار الحياة الأبدية. كما ورد في كتاب الموتى – الفصل B151، أن القناع كان يحمي رأس المتوفى خلال رحلته في العالم الآخر، مؤكدًا إيمان المصريين العميق بالحياة بعد الموت.
بهذا القناع الذهبي المذهل، يواصل المتحف المصري بالقاهرة رواية قصة الإيمان المصري القديم بالبعث والخلود، مبرزًا عبقرية المصريين في تحويل المعتقد إلى فن خالد يجسد روح الحضارة المصرية عبر العصور.

