رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

قناع توت عنخ أمون.. أيقونة الذهب التي خلّدت الحضارة المصرية

قناع الملك توت عنخ
قناع الملك توت عنخ آمون

يعد قناع الملك توت عنخ أمون المعروض بالمتحف المصري الكبير أحد أعظم رموز ابالمتحف المصري الكبيرلحضارة المصرية القديمة، وأيقونة فنية وجذبًا سياحيًا عالميًا، إذ يجمع بين الإبداع الحرفي والدلالة الرمزية العميقة للملك والحياة بعد الموت.

المواصفات والاكتشاف


القناع مصنوع من الذهب الخالص، ويزن أكثر من 10 كيلوغرامات، ويبلغ ارتفاعه حوالي 54 سنتيمتراً. ويغطي القناع رأس وكتفي الملك، ويعلوه غطاء "نمس" الملكي المخطط، ويزينه رمزا الأفعى والنسر دلالة على حكم مصر العليا والسفلى. كما يحتوي على الأحجار شبه الكريمة مثل اللازورد والكوارتز، فيما أُستخدم الزجاج الأسود لتشكيل بؤبؤ العين.

اكتشف القناع مع مقبرة الملك في وادي الملوك على يد هوارد كارتر عام 1922، وما زال معروضًا بالمتحف المصري بالقاهرة، ويخطط لنقله إلى المتحف المصري الكبير. ويُعتبر القناع حجر الزاوية في دراسة الفن الجنائزي المصري وطقوس الدفن الملكية.

الأبعاد التاريخية والفنية


يُظهر القناع ملامح توت عنخ أمون كما في المنحوتات والتوابيت الملكية، وحُفرت على كتفيه نصوص بالهيروغليفية من كتاب الموتى، لتعزيز حماية الملك في الحياة الأخرى. وتكمن أهميته في كونه نموذجًا لفن الدولة الحديثة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويدل على براعة المصريين القدماء في استخدام الذهب والزخارف الدقيقة.

قضايا حديثة


شهد القناع بعض التحديات الحديثة، أبرزها حادثة انفصال اللحية الذهبية أثناء أعمال ترميم عام 2014، والتي أثارت جدلاً عالميًا حول طرق المحافظة على القطع الأثرية. كما أثارت الدراسات الأخيرة نقاشًا حول ما إذا كان القناع قد صُنع أصلاً لتوت عنخ أمون أو لشخصية ملكية أخرى، استنادًا إلى تفاصيل شكل الأذن وتقنيات الذهب المستخدمة.

أهمية القناع الثقافية


يعتبر القناع أكثر من مجرد قطعة ذهبية؛ فهو رمز للملكية الإلهية، وتجسيد للارتباط بين الملك والموت، ومثال على براعة الحرفيين المصريين القدماء. وما زال القناع يمثل عنصر جذب رئيسي للباحثين والسياح، ويظل محورًا للنقاش الأكاديمي حول الملكية، والدفن، والفن الجنائزي في مصر القديمة.

تم نسخ الرابط