كواليس أكبر عملية إنقاذ أثرية: التمثال المزدوج لأمنحتب الثالث والملكه تي
تخيل تمثال ضخم عمره أكتر من ٣٣٠٠ سنة…ملك وملكة قاعدين جنب بعض، مش في مشهد رسمي ولا جامد، لكن في لقطة مليانة دفء وحنان وقوة في نفس الوقت.
التمثال ده هو التمثال المزدوج لأمنحتب الثالث والملكة تي… واحد من أعظم وأندر القطع اللي نحتها المصري القديم في الدولة الحديثة، واللي علماء الآثار بيعتبروه تحفة بتجمع بين الفن والسياسة والعاطفة في نفس اللحظة.
التمثال اكتُشف سنة ١٩٠٤ في معبد كوم الحيتان بالأقصر، وسط بقايا تماثيل ضخمة كانت بتزيّن مدخل معبد أمنحتب الثالث.
لكن المفاجأة إن التمثال كان مكسور نصين — الرأس لوحدها والجسم لوحده، اتنقل بعد كده لمخازن المتحف المصري بالتحرير، وفضل هناك سنين طويلة في صمت وغبار النسيان… لحد ما قرروا يرجّعوا له الحياة من جديد.
بدأت رحلة الترميم والنقل في واحدة من أعقد وأدق عمليات الإنقاذ الأثري في التاريخ الحديث، لحد ما استعاد التمثال هيبته، واتنقل سنة ٢٠٢٣ للبهو العظيم في المتحف المصري الكبير، في مواجهة تمثال رمسيس التاني. كأن التاريخ نفسه بيقف قدام مرآته.
الجميل في التمثال ده إن مفيش فيه أي فاصل بين الملك والملكة، الاتنين قاعدين على نفس العرش كرمز للمساواة، وكأن الفنان كان بيحكي للعالم: “هي مش بس زوجته… دي شريكته في الحكم والخلود، والملكة تي كانت أم أخناتون، وجدة توت عنخ آمون، وست استثنائية كانت رمز للحكمة والنفوذ في البلاط الملكي.
النقوش اللي على العرش بتحكي عن اتحاد مصر العليا والسفلى، وكأن الحب نفسه كان رمز للوحدة بين الشمال والجنوب، وأنت واقف قدام التمثال في البهو العظيم، بتحس إن العيون دي لسه بتتكلم…عن حب ما ماتش، وسلطة ما انهارتش، وحكاية ما خلصتش.

