اللوحة اللي سجلت أول ذكر لإسرائيل في التاريخ، وسر رسائلها السياسية

في سنة ١٢١٣ قبل الميلاد، وبعد ما دوّت صرخة آخر أنفاس الملك رمسيس الثاني، مسك الحكم ابنه "مرنبتاح" — ملك محارب، ورث عن أبوه مجد السيوف وذكاء الملوك.
في عهده، خاض واحدة من أقوى المعارك في تاريخ مصر، ضد تحالف من الليبيين وشعوب البحر، وكان لازم يوثّق انتصاره.

من هنا وُلدت لوحة مرنبتاح، واحدة من أهم وأخطر النقوش الحجرية في التاريخ المصري كله.
اللوحة اكتشفها عالم الآثار البريطاني فليندرز بيتري سنة ١٨٩٦ في معبد مرنبتاح الجنائزي بالأقصر، ومكتوبة عليها نص طويل بيحكي عن انتصارات الملك على أعدائه في كنعان وليبيا .
لكن الجملة اللي خلتها مشهورة عالميًا كانت سطر واحد بس…
سطر قال فيه: “إسرائيل خُربت، ولم يعد لها نسل.”
وده كان أول ذكر في التاريخ كله لكلمة "إسرائيل"، وده اللي خلى اللوحة دي مش مجرد أثر… لكن وثيقة سياسية ودينية غيّرت نظرة العالم للتاريخ القديم.
اللوحة كانت معروضة لسنين طويلة في المتحف المصري بالتحرير، ضمن قاعة الدولة الحديثة، وكانت دايمًا من أكتر القطع اللي بتشد الزوار والباحثين.
لكن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، اتقرر نقلها ضمن القطع اللي بتمثل أقوى رموز الدولة الحديثة — في عملية دقيقة تمت بأحدث وسائل الحماية علشان تفضل صامدة زي ما كانت من ٣٠ قرن.
النهارده، اللوحة واقفة هناك في المتحف المصري الكبير كأنها بوابة حجر بتحكي أول صراع اتكتب في التاريخ.
وأنت واقف قدامها، بتحس إن كل حرف فيها بينبض بتاريخ… فيه انتصار، وفيه سياسة، وفيه رسائل للعالم لسه بتتقرأ بعد آلاف السنين.