قلادات الملك توت عنخ آمون.. مجوهرات تحمل أسرار الحياة والخلود
تُعد قلادات الملك الذهبي توت عنخ آمون من أروع ما أبدعته يد الإنسان في مصر القديمة، إذ لم تكن مجرد حُلي للزينة، بل رموزًا عميقة تُجسّد فلسفة المصريين القدماء في الحياة والموت والبعث.
وتضم مجموعة القلادات التي عُثر عليها داخل مقبرة الملك أكثر من 15 قلادة مذهلة، صُنعت بدقة مذهلة من الذهب الخالص والأحجار شبه الكريمة كاللازورد والفيروز والعقيق الأحمر، وجميعها تعكس مزيجًا بين الجمال والرمزية الدينية.
قلادة ميلاد الشمس.. إشراقة الخلود
من أشهر هذه القلادات قلادة ميلاد الشمس، التي تُظهر قرص الشمس محاطًا بأشعة متدفقة، ترمز إلى الإشراق الأبدي وبداية حياة جديدة في العالم الآخر، وهي رسالة أمل أرادها الفنانون القدماء لملكهم الشاب.
قلادة الجعران المجنح.. حماية إلهية
تُعد قلادة الجعران المجنح إحدى التحف المميزة، حيث يظهر الجعران رمز الإله «خبري»، وهو يحمل قرص الشمس بين جناحيه، في دلالة على الحماية والتجدد، وقد زُيّنت القلادة بأحجار زرقاء وخضراء توحي بالخصوبة والخلود.
حرفية استثنائية تروي مجد الحرفيين المصريين
أظهرت الدراسات الحديثة أن هذه القلادات نُفذت بتقنيات دقيقة في الصهر والطرق والتطعيم بالأحجار، بما يعكس براعة غير مسبوقة للحرفيين المصريين القدماء، الذين استطاعوا تجسيد العقيدة في أدق تفاصيل الفن.
رسائل من الماضي إلى الحاضر
تظل قلادات توت عنخ آمون شاهدة على عبقرية المصري القديم، وعلى العلاقة الوثيقة بين الجمال والعقيدة، حيث تتحول المجوهرات من مجرد زينة إلى لغة فنية خالدة تروي قصة ملك عاش قليلًا، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى عبر الزمن.
