حي الجمنازيوم… قلب الإسكندرية الهلينستية يعود للحياة داخل المتحف اليوناني
يستضيف المتحف اليوناني الروماني، بالتعاون مع مركز الدراسات السكندرية، معرض «أحياء الإسكندرية القديمة» الذي يسلط الضوء على الأحياء الخمسة الرئيسية للمدينة خلال العصرين البطلمي والروماني، وما كان يميز كل حي من طابع عمراني وثقافي واجتماعي.
حي الجمنازيوم… قلب الإسكندرية الهلينستية يعود للحياة داخل المتحف اليوناني الروماني
ويبرز المعرض هذا الأسبوع حي الجمنازيوم (Gamma)، أحد أهم أحياء الإسكندرية القديمة، والذي يُرجّح أنه كان يضم الجمنازيوم الكبير؛ المؤسسة التعليمية الأولى في المدن اليونانية. فقد كان الجمنازيوم مركزًا لتنشئة الشباب وتدريبهم بدنيًا وثقافيًا، ويمثل نموذجًا حيًّا للتفاعل بين الفكر والفن وبناء الإنسان في الإسكندرية الهلينستية.
وتشير الدراسات إلى أن حي الجمنازيوم كان يقع في الجزء الشرقي من المدينة القديمة ممتدًا حتى الشارع الكانوبي، وأن منشآت تعليمية عديدة كانت ملحقة به مثل مدارس المصارعة (الايسترا) والحمامات والمكتبات الصغيرة، إضافة إلى الساحات التي كانت تُقام فيها المناظرات والمسابقات الرياضية والثقافية. كما يرجح أن مبنى الهيبودروم –مضمار سباق الخيل– كان يقع خارج أسوار المدينة البطلمية بالقرب من المنطقة ذاتها، إلى جانب معبد ثسموفوريون المكرّس لعبادة الإلهة ديميتر وابنتها برسيفوني.
ويمثل هذا الحي صورة مصغّرة من المجتمع السكندري في ذروة ازدهاره، حيث اختلطت فيه العناصر الهلينستية بالتقاليد المحلية في منظومة تربوية وثقافية متكاملة، واستمر نشاطه حتى العصر الروماني ليصبح مركزًا رئيسيًا للتربية المدنية في المدينة.
ويواصل معرض «أحياء الإسكندرية القديمة» استقبال الزوار في قاعات المتحف اليوناني الروماني، حيث يقدّم رؤية بصرية ومعرفية فريدة للمدينة عبر العصور، من خلال خرائط ونماذج ومقتنيات توضّح الدور الحيوي لكل حي داخل النسيج العمراني للإسكندرية.

