معرض أحياء الإسكندرية.. رحلة تكشف مجد الحي الملكي وبقايا المدينة الغارقة
يستضيف المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بالتعاون مع مركز الدراسات السكندرية معرضًا مميزًا تحت عنوان "أحياء الإسكندرية القديمة"، الذي يقدم للزوار تجربة فريدة للتعرف على التخطيط العمراني للمدينة في عصورها الذهبية، من خلال عرض الأحياء الخمسة التي شكّلت قلب الإسكندرية القديمة ووظيفتها داخل نسيج المدينة.
معرض أحياء الإسكندرية القديمة.. رحلة تكشف مجد الحي الملكي وبقايا المدينة الغارقة
يسلط المعرض الضوء على الحي الملكي (Bruchion)، الذي يُعد أهم أحياء المدينة وأجملها في العصور البطلمية والرومانية. كان الحي يقع في الجزء الشمالي الشرقي للإسكندرية مطلًا على الميناء الشرقي، وقد ضم القصور الملكية، والموسيون (دار العلم)، ومكتبة الإسكندرية القديمة، إضافة إلى الحدائق الملكية والمعابد الفخمة، مما جعله مركزًا للحكم والثقافة والعلم ومقرًا لإقامة الملوك البطالمة.
ويستعرض المعرض أبرز مكونات الحي الملكي، من بينها: القصور الملكية، الموسيون، مكتبة الإسكندرية القديمة، الحدائق الملكية، الميناء الملكي، المعابد الكبرى، والفنار الشهير. كما يشرح كيف اختفت معظم معالم الحي بفعل الزلازل التي ضربت المدينة منذ القرن الرابع الميلادي، خاصة زلزال عام 365م وما تبعه من موجات تسونامي وزلازل أخرى في القرون الوسطى.
ويكشف المعرض عبر مواد بصرية ونماذج أثرية عن أهم الاكتشافات التي أُعيد العثور عليها في الميناء الشرقي خلال تسعينيات القرن الماضي على يد عالم الآثار الفرنسي فرانك غوديو، وتشمل بقايا القصر الملكي البطلمي، وأعمدة وتماثيل ضخمة من معابد الحي، ولوحات فسيفساء ملكية، إضافة إلى موقع مكتبة الإسكندرية الحديثة الذي بُني بالقرب من موقع الموسيون القديم، وقلعة قايتباي المقامة فوق موقع فنار الإسكندرية الشهير.
ويؤكد القائمون على المعرض أن هذه الفعالية تمنح الجمهور فرصة نادرة لفهم طابع كل حي من أحياء الإسكندرية القديمة، وإدراك روعة التخطيط العمراني الذي ميّز المدينة، وما تركته من بصمة حضارية لا تزال تلهم الباحثين وعشاق التاريخ.

