رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر

متحف المركبات الملكية رحلة في عصور الملوك والخيل الفاخرة

متحف المركبات الملكية
متحف المركبات الملكية

في قلب القاهرة، وتحديدًا بمنطقة بولاق أبو العلا، يقع متحف المركبات الملكية، مكان يأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، ليكشف أسرار حياة الأسرة الملكية المصرية وطراز الحياة الفاخرة في عهد الخديويين والملوك. المتحف لا يعرض عربات فحسب، بل يحكي تاريخ مصر الملكي بطريقة لم يسبق لها مثيل.

تاريخ يحمل عطر الماضي

تأسس المتحف في عهد الخديوي إسماعيل كمصلحة خاصة بالعربات الملكية والخيول، ثم تطور مع مرور الزمن حتى أصبح متحفًا رسميًا بعد ثورة 1952. ورغم توقف العمل لفترة طويلة، إلا أن جهود الترميم الأخيرة أعادت إليه رونقه، لتصبح القاعات مضاءة بأحدث أنظمة الإضاءة، وتُعرض العربات وكأنها تنتظر الزائر ليشاهدها عن قرب.

تحف فنية على عجلات

المتحف يضم أكثر من 78 عربة ملكية متنوعة، من عربات الاحتفالات إلى عربات استقبال الضيوف والمواكب الرسمية. ومن أبرز المعروضات عربة الآلاي الكبرى، التي أهدتها الإمبراطورة أوجيني وزوجها نابليون الثالث للخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس عام 1869، ما يجعلها قطعة فنية وتاريخية نادرة.

وليس فقط العربات ما يثير الإعجاب؛ بل الملابس الملكية للحرس والعاملين، أدوات الخيل، واللوحات الزيتية التي تظهر الملوك والأمراء، كلها تضيف بعدًا إنسانيًا وثقافيًا لتجربة المتحف.

كل ركن يحكي قصة

المتحف مقسم إلى خمس قاعات رئيسية، كل منها يحكي جانبًا مختلفًا من حياة الملكية:

قاعة الموكب الملكي: تعرض عربات حفلات الزفاف والجنازات الرسمية.

قاعة الحرس والخيل: تضم ملابس الفرسان وأدوات الخيول.

قاعة الهدايا الملكية: تعرض العربات والهدايا التي وصلت من أوروبا.

قاعة الزينة والتزوّد: تحتوي على السروج واللجام وأحذية الخيل.

قاعة عرض العربات النادرة: للعربات الفريدة من نوعها والتي تعكس الفن الأوروبي والمصري في التصميم.

تجربة الزائر: بين الماضي والحاضر

زيارة المتحف ليست مجرد مشاهدة قطع أثرية، بل تجربة حسية كاملة، الإضاءة، ترتيب العربات، والخلفيات الصوتية، تجعل الزائر يشعر وكأنه جزء من حياة الملوك. كما أن المتحف يفتح أبوابه يوميًا من 9 صباحًا حتى 5 مساءً، مع أسعار معقولة للزوار المحليين والأجانب، ويتيح دخول مجاني لبعض الفئات.

متحف المركبات الملكية ليس مجرد مكان لتخزين العربات، بل حافظ للذاكرة الثقافية للمصر الملكية. يعكس المتحف براعة الإنسان المصري القديم، ويقدم درسًا حيًا للزوار عن تاريخ مصر الملكي وفن التصميم والفخامة الذي كان جزءًا من الحياة اليومية للملوك.

تم نسخ الرابط