المتحف المصري بالتحرير يفتح نافذة جديدة على حضارة الفيوم القديمة
يفتتح المتحف المصري بالتحرير، معرضًا مؤقتًا جديدًا بعنوان «سوكنوبايو نيسوس: معبد سوبك وإيزيس نفرسيس»، وذلك بقاعة (13) في الدور العلوي من المتحف، ليأخذ الزائرين في رحلة عبر الزمن إلى قلب الفيوم القديمة، حيث تتجسد ملامح التفاعل الحضاري بين المصريين واليونانيين والرومان في موقع أثري فريد أعيد تأسيسه في عهد بطليموس الثاني.
المتحف المصري بالتحرير يفتح نافذة جديدة على حضارة الفيوم القديمة
يقع موقع سوكنوبايو نيسوس (ديمية السباع الحالية) على تل يرتفع نحو 12 مترًا، ويضم منطقة سكنية ومعبدًا رئيسيًا كان يُعد مركز الحياة الدينية والاجتماعية في المنطقة. وتعود معظم مبانيه إلى العصر الروماني، وقد قُسِّم الموقع بطريق احتفالي مقدس يُعرف بـ«الدرموس»، يرتفع ثلاثة أمتار عن سطح الأرض، وكان يُعد جزءًا أساسيًا من تصميم المعبد نفسه.
بدأت سوكنوبايو نيسوس كقرية صغيرة في العصر البطلمي، لكنها سرعان ما شهدت طفرة سكانية ومعمارية واسعة خلال العصر الروماني، إذ وصل عدد سكانها في القرن الثاني الميلادي إلى نحو 1100 نسمة، أغلبهم من الكهنة وعائلاتهم. وقد شكّلت هذه القرية مجتمعًا متعدد الثقافات، تفاعلت فيه الجذور المصرية العميقة مع التأثيرات اليونانية والرومانية في نسيج فريد من الهوية الحضارية.
وتكشف النصوص المكتشفة بمكتبة المعبد عن اهتمامٍ بالأدب المصري والديموطيقي إلى جانب النصوص اليونانية، وعلى رأسها أعمال هوميروس، مما يعكس الطابع الثنائي للثقافة والمعرفة في تلك الحقبة.
من أبرز المعروضات في المعرض رأس تمثال بالحجم الطبيعي لملك بطلمي يُرجّح أنه بطليموس السادس، مصنوع من الحجر الجيري. يتميز التمثال بخصلات شعر مجعدة يعلوها إكليل ملكي، بينما فُقد تطعيم العينين الأصلي، والذي كان مصنوعًا من مواد مختلفة تُظهر الأسلوب الفني المتقن الذي ميّز تماثيل الملوك البطالمة.
تفاصيل القطعة الأثرية
القطعة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وعُثر عليها ضمن حطام المعبد ST20 في موقع ديمية السباع، وهي محفوظة حاليًا بمخزن كوم أوشيم رقم 279.
ويُفتح المعرض أبوابه للزائرين يوميًا من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، دون أي رسوم إضافية على تذكرة دخول المتحف المعتادة، مما يتيح لعشاق التاريخ والآثار فرصة فريدة لاكتشاف فصل جديد من تاريخ الفيوم القديمة وعظمة الحضارة المصرية في تفاعلها مع العالم القديم.

