باتيرا الفضية.. كنز ملكي نادر من عهد بسوسنس الأول بمتحف التحرير
يعرض المتحف المصري بالتحرير، قطعة نادرة من الفضة والذهب تحمل بين نقوشها عبق التاريخ المصري القديم، وهي طبق "باتيرا" الذي يعود إلى عهد الملك بسوسنس الأول من الأسرة الحادية والعشرين (حوالي 1039 – 991 قبل الميلاد).
طبق باتيرا المعروض بالمتحف المصري بالتحرير
الطبق يُعد من أروع ما عُثر عليه في مقبرة نسي با نيب جدت (NRT III) بمنطقة تانيس – صان الحجر، حيث اكتُشف على أرضية الغرفة الأولى بجوار الجدار الجنوبي. وقد نُفذ من الفضة الخالصة مع زخارف مذهبة، تكشف عن براعة الصائغ المصري القديم في الدمج بين النقاء المعدني والدقة الرمزية.
يتميز الطبق بزخرفة فريدة تتوسطها نتوءة مذهبة يحيط بها ثماني زهرات لوتس زرقاء وبراعم صغيرة ترمز للحياة والبعث، بينما تمتد على حافته عشرون خطًا متعرجًا تجسد مياه النيل، مصدر الخصب والنماء في فكر المصري القديم.
تصميم طبق باتيرا
أما مقبض الطبق، فقد صُمم بشكل فني رائع يتكون من حلقة ملتفة ولوح مطوي إلى الخارج، ليمنحه طابعًا عمليًا وجماليًا في آن واحد. وعلى الجهة المقابلة يظهر خرطوش ملكي طويل يحمل اسم بسوستس الأول بلقب الكاهن الأول للإله آمون، مما يؤكد أن القطعة كانت مخصصة لشعائر دينية أو ملكية داخل المعابد.
القطعة تحمل رقم JE85904 في سجلات المتحف، وتشهد على عظمة الحرفيين المصريين في فنون صياغة المعادن الثمينة خلال العصور المتأخرة، كما تُبرز العلاقة الوثيقة بين الدين والفن في مصر القديمة، حيث كانت الرموز والزخارف لغة مقدسة تعبر عن الفكر العقائدي والجمال الفني في آن واحد.





