تعرف على تجربة فريدة داخل أكبر قاعات عرض أثرية في العالم
في نهاية الدرج العظيم بـالمتحف المصري الكبير، يقف الزائر مبهورًا أمام مشهد بانورامي يحاكي أهرامات الجيزة، بتصميم معماري مهيب يمهّد لرحلة استثنائية عبر الزمن.
الدرج العظيم بالمتحف المصري الكبير
ومن هذه النقطة الفاصلة، ينفتح أمام الزائر خياران: التوجه يمينًا نحو عالم الملك الشاب "توت عنخ آمون"، أو يسارًا إلى قاعات العرض الدائمة، حيث تبدأ الحكاية الأعمق والأشمل للتاريخ المصري القديم.

قاعات العرض الدائمة ليست مجرد مساحة عرض أثرية؛ بل تجربة متكاملة تسرد قصة مصر عبر العصور، من نشأة الحضارة وحتى نهاية العصور القديمة. تمتد هذه القاعات على مساحة 18 ألف متر مربع، وتضم أكثر من 14 ألف قطعة أثرية تم انتقاؤها بعناية من بين ما يزيد على 100 ألف قطعة يمتلكها المتحف.
قاعات المتحف المصري الكبير
تنقسم القاعات إلى ثلاث قاعات رئيسية تتفرع إلى 12 قاعة داخلية، صُممت لتقديم سيناريو عرض متحفي يقوم على ثلاثة محاور رئيسية: "المجتمع"، و"الملكية"، و"المعتقدات". يبدأ الزائر رحلته من عصور ما قبل الأسرات، حيث الأدوات الحجرية البسيطة، والشواهد الأولى على محاولات الإنسان المصري تشكيل بيئته من خلال أدوات الصيد والزراعة.

ومن هناك، يتدرج العرض الزمني إلى الدولة القديمة، حيث تقف التماثيل الملكية والكتابات الهيروغليفية كشهود على بداية التنظيم المجتمعي والديني، مرورًا بالدولة الوسطى والحديثة التي تجسد ذروة الإبداع الفني والتقني في تاريخ مصر القديمة، ووصولاً إلى العصرين البطلمي والروماني.
القطع الأثرية المعروضة بالمتحف المصري الكبير
اللافت في هذه القاعات ليس فقط تنوع المقتنيات من تماثيل ضخمة وقطع معمارية، إلى أدوات الحياة اليومية والمجوهرات – بل الأسلوب العصري في العرض.
فكل قطعة مزوّدة بلوحات تعريفية متعددة اللغات، وشاشات تفاعلية توفر معلومات تفصيلية، إلى جانب استخدام الإضاءة الذكية والتقنيات البصرية التي تخلق تجربة غامرة تفاعلية، تشبه العبور الفعلي إلى الماضي.
هذه القاعات لا تكتفي بعرض التاريخ، بل تجعلك تشعر وكأنك جزء منه. فكل زاوية، وكل قطعة، وكل تسلسل زمني، صُمم ليأخذ الزائر في رحلة معرفية وحسية عبر خمسة آلاف عام من الحضارة. إنها تجربة لا تقتصر على التعلّم، بل تمتد إلى الإحساس والانبهار.

